التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الصحافة الالكترونية والاستخدامات الصحفية للانترنت



باديس لونيس
يشار إلى الصحافة الالكترونية في الدراسات العربية بمسميات عديدة أبرزها: الصحافة الفورية النسخ، الالكترونية، الصحافة الرقمية، صحافة الشبكات، والصحافة عبر الانترنت.
وحاول إحسان محمود الحسان وضع تعريف للصحافة الالكترونية ينص على أنها الصحف التي تستخدم الانترنت كقناة لانتشارها بالكلمة والصورة الحية والصوت أحيانا  والخبر المتغير آنيا.
فيما يشير محمود علم الدين إلى أن الصحافة الالكترونية هي تلك الصحف التي يتم إصدارها على شبكة الانترنت وتكون كجريدة مطبوعة على شاشة الكمبيوتر وتشمل المتن والصورة والرسوم والصوت والصورة المتحركة، وقد تأخذ شكلا أو أكثر من نفس الجريدة المطبوعة الورقية أو موجز بأهم محتويات الجريدة الورقية أو منابر و مساحات للرأي أو خدمات مرجعية واتصالات مجتمعية(1).
وتُصنَّف الصحافة الالكترونية إلى ثلاث فئات(2):
· المواقع التابعة لمؤسسات صحفية تقليدية كالصحف وبعض الفضائيات، وتعد امتدادا لها.. ولا يعمل بهذه المواقع صحفيون وإنما مبرمجون ينقلون ما في الصحيفة المطبوعة مثلا إلى الموقع الالكتروني.
· المواقع الإخبارية كالبوابات الإعلامية وهي مواقع إعلامية متخصصة تنشر أخبارا وتحليلات وتحقيقات أعدت خصيصا للنشر على شبكة الانترنت، وتحدث المواد على مدار 24 ساعة ويعمل في هذه البوابات محررون ومراسلون مهنيون يمكن تسميتهم بصحافيي الانترنت.
· الصحف الالكترونية البحتة التي ليس لها صحيفة مطبوعة، وتدار عادة بجهد فردي وتغطي مجالات الأخبار كافة من سياسة واقتصاد ورياضة وسينما وموسيقى... وتحاول أن تستفيد من تقنيات تصميم الصفحة لمزيد من التنوع وهي صحف يومية يتم تحديث موادها الإخبارية آنيا، وصفحتها يوميا.
أما عن نشأة الصحافة الالكترونية، فكانت صحيفة (هيلزنبورغ داغبلاد) السويدية هي الصحيفة الأولى في العالم التي نشرت الكترونيا بالكامل على شبكة الانترنت عام 1990.. ليصل بعد ذلك عدد الصحف الالكترونية إلى 2000 صحيفة عام 1996م (3).
أما عربيا، فقد توافرت الصحيفة اليومية العربية للمرة الأولى عبر شبكة الانترنت في 09 سبتمبر 1995م وتتمثل في (الشرق الأوسط)، تلتها صحيفة النهار البيروتية بدءا من 1 جانفي 1996م (4).
وأما جزائريا، فإن أول جريدة ورقية تنشأ موقعا لها على الانترنت فكانت جريدة (El watan) في نوفمبر 1997م، ثم تلتها جريدة LIBERTE)) في جانفي 1998م(6).
أما أول جريدة إلكترونية بالأساس تظهر على شبكة الانترنت فكانت(Algeria Interface) وذلك في نوفمبر 1999م، أسسها جزائريون في الخارج بتمويل من(sida) (وكالة التنمية السويدية) (5).
وبالإضافة إلى خصائص الانترنت التي يمكن إسقاطها على الصحافة الالكترونية، نجد هذه الأخيرة تتميز بسمات خاصة تتمثل فيما يلي:
· أنها توجد في إطار موقع معين Web site.
· أن الصحيفة قد توجد مستقلة بمفردها، أو في إطار موقع مؤسسة أخرى.
· أن القارئ يستطيع التوسع في التفاصيل أو الاكتفاء بالنص الموجود أمامه، فهناك مزج بين التطورات الراهنة في الحدث(النص المنشور) وخلفياته(الوصلة).
· أن هناك توظيفا للنص المكتوب إلى جانب الصور والرسوم مثلها في ذلك مثل الجريدة بالإضافة إلى توظيف تقنية الوسائل المتعددة(الصوت-الصورة-الحركة).
· أن القارئ يستطيع العودة إلى أعداد الجريدة السابقة من خلال خدمة الأرشيف إذا كانت متاحة(7).
· إمكانية الحصول على التغذية العكسية أو رجع الصدى الفوري من المستخدم، ويظهر هذا جليا في الحصول الفوري على نتاج استطلاعات الرأي حول الموضوعات أو القضايا المثارة على صفحات الموقع.
· الآنية والتحديث المستمر، حيث تتفق صحافة الشبكات طبع الصحافة التلفزيونية في أن الخبر لم يعد تسجيلا للوقائع والأحداث، وإنما أصبح الخبر هو الحدث نفسه نظرا لتطور تقنيات التسجيل والبث المباشر عبر الأقمار الصناعية، وهو ما تتسم به صحافة الشبكات التي لا ترتبط بموعد خاص للصدور الدوري(8) فالعمل الصحفي على الانترنت لا يتوقف على مدار 24 ساعة.
· التغطية الصحفية اللامحدودة، لتوافر مساحة كبيرة ولا محدودة على الانترنت، تسمح بتغطية كبيرة للحدث، وإحالة تفاصيله إلى روابط عديدة(9).
· تعد الصحافة الالكترونية جزء من فكرة النشر الالكتروني الذي يقصد به كل نشر تكون فيه المواد(نصوص، صور وسائط متعددة) محفوظة للتداول، أو موزعة بشكل الكتروني أو رقمي، وتدخل في ذلك المواد المحملة على قرص ممغنط أو مليزر أو التي يتم بثها عبر الانترنت(10).
وفيما يخص الاستخدامات الصحفية للانترنت، فنجد أهمها يتمثل فيما يلي :
· أن الانترنت تحقق التواصل المباشر والفوري بين الصحفي ومؤسسته كما شاهدنا في حرب الخليج الأخيرة، وأفغانستان، حيث كانت وسيلة فعالة استخدمتها الشبكات الإخبارية من بينها أبو ظبي والجزيرة في نقل أحداث الحرب كبديل للبث عبر الأقمار الصناعية حينما يتعذر وجود تسهيلات فنية، فيكفي المراسل خط تليفوني (نقال) وتوصيله بجهاز كمبيوتر محمول مزود بكاميرا صغيرة لينقل رسالته الإخبارية عبر الشبكة الدولية لتصل إلى المشاهدين في نفس اللحظة.
· من ناحية أخرى، أصبح البريد الإلكتروني وسيلة سريعة لحصول الصحافي على أية معلومات أو إجراء أي حديث مع أية شخصية، كما يمكن عقد مؤتمرات عن بعد، ونقاشات جماعية ..
· الانترنت قد تكون نفسها مصدر من المصادر بما تملكه من مواقع رسمية كالوزارات والدوائر تتيح الحصول على وثائق وأرقام وإحصائيات(11).
· استطلاع وجهات نظر المستخدمين في الموضوعات الصحفية والتعرف على آرائهم وأفكارهم وردود أفعالهم حول القضايا التي يطرحها عليهم الصحفي .
· الاتصال بقواعد المعلومات ومحركات البحث و أرشيفات العديد من المنظمات والشركات ووسائل الإعلام والمكتبات والجامعات والمنظمات، والاستفادة منها في نواحي صحفية عديدة.
· استخدام الانترنت كأرشيف خاص للصحفي، يحوي موضوعاته الصحفية ومواعيده وعناوينه الخاصة واهتماماته وكتبه وقراءاته..
· الانضمام إلى جماعات صحافية وإخبارية يتبادل معها الخبرات الصحفية في موضوعات شتى، وبما يساعد في تطوير مهاراته ومعارفه (12).
ما يجب الإشارة إليه عند الحديث عن تأثير الانترنت على الصحافة المكتوبة، هو ذلك التغير الذي طرأ على العمل الصحفي بصفة عامة، ولم يعد الاهتمام منصبا فقط على إصدار الصحف وتوزيعها، بل امتد إلى الشكل، فالانترنت كشفت عن تحديات جديدة للصحافة المكتوبة، ومن المتوقع أن تقودها نحو ثورة عميقة في تطبيقات الصحافة في مختلف مراحل العملية وخاصة في مجال العرض و الإخراج، كما جعلت الانترنت العديد من الصحف تتجه إلى إنشاء مواقع لها على الشبكة(13).
فالانترنت سوف لن تقضي على الصحيفة الورقية أو على أية مؤسسة إعلامية أخرى، وإنما ستقدم خدمات جليلة للإعلام والاتصال ولمختلف المؤسسات الإعلامية، فالعملية هي عملية تكامل أكثر منها عملية تنافس أو القضاء على الآخر.
للمقال مراجع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).