التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).
وجاءت مقدمة الكتاب على النحو التالي:
إن هذا المؤلف الذي يشرفني أن أضعه بين أيادي القراء المهتمين بدراسات الاتصال الجماهيري عامة، ودراسات الجمهور والمستخدمين،بصفة خاصة، هو خلاصة تجربة مهنية دامت ربع قرن من الزمن في الممارسة الإعلامية الميدانية موجهة وجهة سياسية أيديولوجية أكثر منها إعلامية و/أو علمية أكاديمية، وهو كذلك عصارة تجربة بحث علمي وأكاديمي أسفر عن نشر مقالات في كل من في وسائط متخصصة منها المجلة الجزائرية للاتصال وحوليات الجزائر وسلسلة كتاب"الوسيط في الدراسات الجامعية" ومجلة الاتصال والتنمية اللبنانية، وجورنال أوف انتغراتد مركيتينغ كومينيكايشن بقسم الاتصال لجامعة روزفلت، بولاية شيكاغو الأمريكية، ومواقع إليكترونية على الشبكة الكونية العنكبوتية.
تجربة بحث وممارسة بيداغوجية أسفرت عن تلقين مادة دراسات الجمهور لحوالي 20 دفعة من طلاب علوم الإعلام والاتصال، مابين 1995 و2012، بصفة مباشرة بالنسبة لقسم علوم الإعلام والاتصال في جامعة الجزائر، وبصفة غير مباشرة بالنسبة لطلاب الجامعات الوطنية الأخرى التي فتحت أقساما لدراسات الإعلام والاتصال دون أن يتوفر لها، أحيانا، الحد الأدنى من الإمكانيات المادية والتقنية والإطارات والكفاءات البيداغوجية والعلمية والمهنية.
ومنه، فإن هذا الكتاب الموسوم ب " جمهور وسائل الإعلام في المجتمعات التقليدية والإلكترونية: من المتفرجين إلى المبحرين الافتراضيين،يرمي أساساً إلى توفير مرجع جامعي لطلبة علوم الإعلام والاتصال في مختلف التخصصات عبر الجامعات الوطنية وأيضا مرشد للباحثين والمهتمين بدراسات مستخدمي الوسائط الإعلامية الجديدة والدراسات التسويقية التقليدية والإلكترونية.
كل أملي أن تسد هذه المحاولة التأسيسية لفرع دراسات إعلامية يزدهر باستمرار مع وتيرة تطورات التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال، وأن يستجيب هذا الكتاب لانشغالات أساندة المادة عبر الجامعات الجزائرية الذين كثيراً ما يوجهون طلبتهم لأطروحة الدكتوراه التي سارع الطلبة إلى نشرها على أكثر من موقع إلكتروني للجامعات ومراكز البحث ومنتديات الطلبة، والمخزنة في بنك المعطيات لمركز الدراسات والبحث في الإعلام العلمي والتقني.
كما آمل أن يجد فيه المرجع النظري المرجو، بعض الطلبة والباحثين من جامعات عربية في المشرق والمغرب الذين ما فتيئوا يتصلون بي عبر موقعي الإلكتروني والمدونات الشخصية وصفحتي الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي الفايسبوك، الشبكة التي أضحت في ظرف قصير الوسيط الاتصالي الكثر جماهيرية من ضمن الوسائط الجديدة التي وفرتها تكنولوجيات الاتصال الجديدة.
وإذ أؤكد على الطابع البيداغوجي لهذا المؤلف وكونه محاولة لجمع وتصنيف المعارف النظرية ووضعها في سياقاتها التاريخية والاقتصادية والسياسية والثقافية... ومقارنة السياقات الأصلية التي وجدث فيها، بسياقات البيئات التي نحاول فهمها وتفسيرها على ضوئها، وخاصة محاولة تكييفها وتوطينها مؤقتاً في غياب إنتاج معرفي محلي مكيف بالطبيعة الابتدائية للكائنات و الأشياء و العارف و الأفكار...
وإذ ألح وأؤكد على الطابع الخام للمقترحات المدرجة ضمن مصفوفات البراديغمات وخاصة المقاربات التي تبدو أكثر ملائمة للتطبيق على بيئات اتصالية خام من مثل المقاربة الإثنوغرافية وصلاحيتها لدراسة تلقي المنتجات الإعلامية والثقافية من الوسائط الجديدة ودور التراكمات الحضارية للمجتمعات المحلية في بناء المعاني الاجتماعية للرسائل الإعلامية العابرة للأوطان والثقافات...
فإنني أهيب بالزميلات والزملاء وبجميع المهتمين وخاصة الطلبة الباحثين والعاملين في حقل "علم" الاتصال كعلم مستقبلي تتمحور حوله بقية العلوم الانسانية وحتى الطبيعة منها، وباعتباره أيضاً مشروع "أب" العلوم كما هي الفلسفة "أمها"، أهيب بهم أن يساهموا في إثراء النقاش المفتوح حول هذه القضايا البحثية وإبراز النقائص بهدف تفاديها والإيجابيات من اجل تدعيمها وتعزيزها بمبتكرات معرفية قد تنجم عن الأبحاث القاعدية والتطبيقية في مجال الاتصال عامة، والاتصال الجماهيري خاصة، في بيئتنا الاجتماعية الخصبة معرفياً، نظرياً وأمبريقياً.
والله ولي التوفيق
الجزائر، مارس 2012 /د. علي قسايسية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.