باديس
لونيس
شهدت الساحة الإعلامية الجزائرية
في الآونة الأخيرة تكاثرا متسارعا ومثيرا للعناوين الصحفية، إلى الدرجة التي تجعل
الواحد منا لا يفرق بينها. في مشهد مشابه لما حدث على الساحة السياسية عندما
تشابهت أسماء الأحزاب حتى لم تعد تفرّق بينها إلا نقطة واحدة أو نقطتين.
"أخبار الشرق"، "أصداء
الشرق". جريدتان ظهرتا في نفس الوقت وتختزلان المشهد برمته، وتجعلنا نطرح
التساؤل الملحّ والمشروع: ما هي الإضافة؟
الإجابة: ليست هناك لا إضافة ولا
هم يحزنون، فقد سبقتهما جرائد ادعت ذلك ثم ما لبثت أن انكشفت عورتها واتضح أنها لا
تختلف عما سبق.
والمشكلة لا تقتصر على تشابه الأسماء أو
استيرادها من الخارج كما هو الشأن مع: النهار، والرائد، والاتحاد، الخ. بل أوسع من
ذلك بكثير، فالواقع يقول أن الجرائد عندنا جريدة واحدة في الشكل والمحتوى؛ نفس
تقسيم الأركان ونفس تتابع الصفحات ونفس الاهتمامات، ونفس الأخبار، وحتى السرقة من
صفحات الانترنت نفسها.. ما يجعلنا نعتقد ونزعم أن التقسيم الوحيد الصحيح للصحافة المكتوبة
الجزائرية هو تقسيمها إلى صحافة تصدر باللغة العربية وأخرى تصدر باللغة الفرنسية.
ولكن لماذا العجب؟ نظرة بسيطة إلى ترويسات
بعض الجرائد تزيل الاستغراب وتوضح الرؤية فيما يخص التشابه وتسقط كل المزاعم التي
تقول أننا نملك تنوعا في الصحافة:
-"محمد قروش" مدير العام لـ "أخبار
اليوم" وهو نفسه مسؤول النشر في جريدة "الأخبار" اليومية أيضا،
بالإضافة إلى جرائد أسبوعية أخرى.
-"خليفة
عقون" مسؤول النشر في جريدة "أخبار اليوم" ومدير تحرير "جريدة
الراية" اليوميتين.
-"محمد
بغالي" كان في الهيئة التحريرية لجريدة الشروق ثم هاهو رئيس تحرير الجريدة
المنافسة الأولى لها وهي الخبر.
-عمي
"سعد بوعقبة"، عميد كتاب الأعمدة ينتقل من الشعب إلى اليوم إلى الشروق
إلى الفجر إلى الخبر، مع اختلاف ما تدعيه هذه الجرائد من خطوط افتتاحية.
عندما ينتقل رؤساء التحرير وكتاب
الأعمدة من جريدة إلى جريدة أخرى تزعم كل منهما أنها تمتلك خطا افتتاحيا خاصا بها.
وعندما يكون مدراء الجرائد ومالكوها هم نفس الأسماء، وعندما يكتب علماني كالدكتور
أمين الزاوي في جريدة تدعي أنها إسلامية كجريدة الشروق، أو يكتب "عبد الرزاق
بوكبة" في جريدة الأحرار لسان حال حزب التحرير، وهو لا يفتأ يعبر ويدعو إلى
تجاوز هذا الحزب.
ما الذي سننتظره إذن سوى شكشوكة
إعلامية "رديئة"، غرضها الأول والأخير هو صفحات الإشهار وما تدره من
دراهم معدودة؟
تعليقات
إرسال تعليق