بقلم/ أ.د ادريس بولكعيبات
يوم 25 ديسمبر 2016، مساء هذا اليوم زرت مدينة "ستراسبورغ " . المناسبة قيل لي أن " سوق نوال " الذي ينظم في هذه المدينة القريبة الشبه من مدينة الأنوار " باريس" هو الأكبر و هو الأكثر إثارة .
الشوارع كانت تبدو خالية من المارة ، بعد الظهر ، بينما كانت السماء غائمة و تهدد برشنا بزخات خفيفة من المطر الذي يستلطفه الانسان، الرياح لم تكن قوية لكنها كانت تلسع الوجنات. المدينة كلها لبست أفضل ما لديها .
المدينة رومانسية بتاريخها العريق لكن الاحتفال بأعياد الميلاد تستعد له على نحو خاص ؛ حيث تزداد تأنقا و تبرجا و تظهر لزوارها أفضل ما لديها و هم كثر من الأجانب يحتشدون في ساحة " كليبرغ " أكبر ميدان في المدينة و كذا ساحة كاتدرالية " ستراسبورغ " الأغرب من الخيال و هي التي قال " هيتلر " عندما وقف أمامها مدهولا لروعة البناء الذي يدخل في باب الاعجاز الهندسي قال " هيتلر " لن نعيد هذا البناء الى فرنسا ؟ و مع ذلك استعادته فرنسا . ليس كل ما تحبه تستطيع تملكه .
ميدان " غوتنبورغ " هو الآخر ارتدى حلة غير عادية و في قلب الميدان ينتصب تمثال " غوتنبورغ " مخترع الطباعة الذي أحدث ثورة هائلة ومازال الانسان يستمد قوته منها كانت خطوة أكبر من تلك الخطوة الصغيرة التي قطعها " هامسترونغ " على كوكب القمر . ليس غريبا أن يكرم هذا الرجل من هذه المدينة التي كان لها شرف طباعة الكتاب المقدس لأول مرة في التاريخ و هو الفعل الذي زعزع الكنيسة التي كانت تفضل الاحتكار .
مع حلول الظلام ، خرج الناس من كل الزوايا و رغم برودة الطقس الكل لا يريد تفويت الفرصة. هناك تعزيزات أمنية فوق العادة ، رجال من القوات الخاصة في مكافحة الارهاب تراقب المعالم السياحية للمدينة، و الأصابع على الزناد . لكن ذلك لا يفقد" ستراسبورغ " شيئا من سحرها و رومانسيتها التي تصل الى أقصى درجاتها مع حلول الظلام ... و أنا أخوض تجربة تلك الأجواء حضرتني أغنية سيد الطرب العربي " محمد عبد الوهاب " " عندما يأتي المساء " . الى اللقاء ...
تعليقات
إرسال تعليق