التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فكروا بحضورهم


بقلم/ أ.د عبد الرزاق أمقران


 علمتني الجلسات التي تجمعني بالطلبة منذ سنوات امرا لم أجد له أثرا في جل الكتب التربوية: التفكير في ما يطرحونه من أفكار بحضورهم و ليس بغيابهم.
 يعايش طلبتي معاناتي في تفكيك المواضيع و التي كثير منها لم يسبق لي التفكير فيها على القل من الزاوية التي يتوقعون مني الولوج منها. يعايش الطلبة ترددي في مناقشة بعض العناصر و يعايشون اندفاعي في مناقشة عناصر اخرى.
 التفكير بحضورهم يعلمهم أن الكتب لا تسبق محاولات التفكير، بل التفكير مرحلة قبلية مهمة جدا يهتدي بها من ثابر على التفكير و اجتهد فيه.
 التفكير بحضور الطلبة يعلمهم فن البدائل و ان مسؤوليه اختيار بديل دون اخر تقع على عاتقهم و لا يشاركهم فيه حتى أحب الساتذة عندهم. يتعلمون الاحتكاك بتبعات اتخاذ القرار و يتدربون على تحمل المسؤولية.
 حينما نفكر بحضورهم تنتفي تلك العلاقة الأبوية و السلطة الرمزية فالرهان في جلسات التفكير ليس رهان من ملك عقلا كله معلومات و عقلا فارغان لكن الرهان هو تشجيع الذات على سماع ذاتها دون ان تخشى منطق الخطأ و الصواب.
 الاعتماد على النفس منبته تلك اللحظات التي نقضيها معهم مسائلين و ناقدين لقوالب و انماط جافة من التفكير المتواتر و المالوف. الطالب في تلك الجلسات ينتفخ نشوة إذ يرى نفسه طرفا مكملا لاغنى عنه بعد ان اوهموه كثيرا بانه طرفا تابعا لا يسمع له صوت و لا يذكر له موقف.
من تتلمذت على أياديهم علموني التفكير دون ان يقولوا لي: هذا هو التفكير
انا اليوم انقل ذلك الإرث لطلبة يتجاهلهم من كان ضعيفا في التفكير.
 الى اللقاء

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).