التخطي إلى المحتوى الرئيسي

جامعة بسكرة تنظم مؤتمر السيمياء والنص الأدبي: الفضاء والمعنى (من السيميائيات الأدبية إلى السيميائيات المعمارية)

الإشكالية، الأهداف، المحاور والضوابط:
أثار مصطلح “الفضاء” جدلا معرفيا واسعا، تتقاسمه ميادين بحثية مختلفة، لا تفتأ تشربه دلالاتٍ متعددةً بتعدد مقارباته التي تنوعت بين: أدبية ومعمارية، واجتماعية ونفسية، وأنثروبولوجية وتاريخية…، بل إن الباحثين في الحقل المعرفي نفسه لا يكادون يقفون على تعريف موحد لهذا المصطلح. بيد أن العودة إلى الأساسات التي يقوم عليها الفضاء، والمتمثلة في التواصل والفصل والنظام والقياس والتجاور والمحيط والتوسع والتوجيه وغيرها، تجعل المقاربة السيميائية لهذا المفهوم أمرا ممكنا من حيث هو إدراك وتمثّل ذهني يستمد جوهره المعقد والمركب من الثقافة التي منها انبثق.

ولقد تواضعت ثقافة الفضاء الإنساني على مبدأي التحديد والتقطيع في الوعي الإنساني؛ بوصفهما خاصيتين سيميائيتين تفضيان إلى التأسيس لنص الفضاء كلعبة الخفاء والتجلي بين شكليه التعبيري و المضموني، اللذين ينتهيان إلى تصنيفات منمذجة للعالم. وإن هذه النماذج التصنيفية للفضاءات التصويرية قد لا تكتفي بأن تضطلع بوظيفة دلالية فحسب، بل قد تتولى مهمة ضبط الوظيفة التواصلية التي تعطي لهذه المقاربة بعدا تفاعليا وديناميكيا.
ومن هذا المنطلق، سعت السيميائيات في مجالي الأدب والهندسة المعمارية، على وجه التخصيص، إلى استجلاء البعدين الدلالي والتواصلي للفضاء عبر ثنائياته البنوية الهندسية: أفقي/عمودي، أعلى/أسفل، يمين/يسار، منفتح/مغلق… التي سرعان ما تنغمس في ثنائيات علاماتية ذات طبيعة ثقافية، وأيديولوجية، واجتماعية، وسياسية.
تتولد الظاهرة السيميائية باستخلاصها معنى الفضاء في مضماره الأدبي،بوصفه خطابا سرديا يسهم في تشكل العالم التخييلي للمحكي، يتكامل فيه مع باقي العناصر البنائية الأخرى في إنتاج النص، أو في مضماره المعماري بوصفه خطابا هندسيا يركز على العناصر المادية في العمران مثل: الشوارع والميادين والمنتزهات والمباني، كما يركز أيضًا على المنتجات الثقافية غير المبنية مثل: رموز المباني ومستندات التخطيط والتصميمات…
ومن هذا المنطلق، يمكن لإشكالية هذا الملتقى أن تتوزع على التساؤلات الآتية:
– كيف يتحول الفضاء إلى كيان يسكنه المعنى في كل تمثلاته وأيقوناته وجهاته؟
– كيف تسهم أبحاث سيميائيات الفضاء في تطور العقل الهندسي المبدع في الأدب وفن العمارة؟
– كيف تتحول الحروف والرسومات والخطوط والأشكال والألوان والزخارف إلى لغة يمكن فك شفراتها وفهم مقاطعها ؟
أهداف الملتقى:
إن التلازم بين الفضاء والمعنى في كلا الحقلين الأدبي والمعماري، جاء مسوِّغا لعقد هذا الملتقى الذي يسعى إلى طرح قضية الفضاء من حيث هو علامة؛ بحثا عما يمكن أن يتفرع عن هذه المقدمة من إشكالات معرفية تتقاطع عبرها المقاربات النظرية والتطبيقية في كلا الحقلين لتخلص إلى ضبط مقولات مفهومية وتحديد مرجعيات معرفية و بلورة آليات إجرائية، تتعامل مع الفضاء بعدّه بنية تتشكل عناصرها من سيمات ( sème) في الخطاب السردي الأدبي، ومن أرشيتكتام (architectème) في الخطاب المعماري.
محاور الملتقى:
1- اصطلاحي: يتولى طرح مفهوم الفضاء في الدراسات السيميائية في كل من الأدب والهندسة المعمارية، من وجهة نظر كرونولوجية تسعى للتأريخ للتقلبات الدلالية التي صاحبت الفضاء بوصفه مفهوما ارتبط ابستيمولوجيا، بالزمن تارة، وأخرى بالفعل، وثالثة برؤية العالم.
2- نظري: يسعى إلى رصد المرجعيات المعرفية والمقولات الفلسفية التي حكمت مفهوم الفضاء، والتي يتسع مداها ليشمل النظرة الكرونوتوبية لـباختين (Bakhtine) وسيميائية الكون لـلوتمان( Lotman) ، والشكل الفضائي لــ )جوزيف فرانك Joseph Frank)، وفضائية النص لدى جينيت( Genette) ، ونصية الفضاء في السيميائيات السردية بدءا بـغريماس (Greimas) ومرورا بـلاندوفسكي ((Landowski، وزلبيربارغ (Zilberberg )، و دونيه بيرتران (Denis Bertrand) و (فونتانيFontanille )، وتعريجا على أبحاث الانثروبولوجي (ميشيل دوسارتو Michel de Certeau)…
3- ميداني: ينحصر في استقصاء سيميائية الفضاء في النص الأدبي والنص المعماري، عبر دراسات تطبيقية، متجاوزة شرطيته الفعلية المنبثقة من النظرة اللسانية، وشرطيته الفاعلية الصادرة عن النظرة البراغماتية، نحو البحث عن الوظائف الرمزية التي يمكن أن يضطلع بها الفضاء في كلا النصين.
شروط المشاركة:
أولاً: أن يكون البحث في أحد محاور الملتقى، وباللغات الثلاث(العربية والإنجليزية والفرنسية)، وأن يكون إضافة علميّة أصيلة، لم يسبق نشره أو تقديمه في ملتقيات أو فعاليات سابقة، وألا يقل عن 15 صفحة، ولا يتجاوز 30 صفحة (A4)، بما في ذلك الهوامش والمراجع والملاحق. نوع الخط: (Simplified Arabic)، الحجم: 14 في المتن، و12 في كتابة الهوامش. أما البحث المكتوب باللغة الأجنبية فيكون بخط Times New Roman))، ومقاسه 12، تباعد الأسطر: 1.5.
ثانيا: تقبل المداخلات باللغات: العربية والفرنسية والإنجليزية، وأن يتقيّد البحث بالمعايير العلميّة والموضوعيّة في المنهج والعرض والتحليل.
ثالثا: تقديم ملخصين (في حدود 200 كلمة؛ أحدهما بلغة البحث، والثاني باللغة الفرنسية أو الإنجليزية، مع تعيين ما لا يقل عن 05 كلمات المفتاح).
رابعا: تخضع الملخصات والمداخلات للتحكيم العلمي المعمول به.
خامسا: ملء استمارة المشاركة وإرفاقها بملخص السيرة الذاتية.
هيئات الملتقى:
الرئيس الشرفي للملتقى:
الأستاذ الدكتور: أحمـــــد بوطرفايــــــة، مدير جامعة محمد خيضر، بسكرة.
رئيس الملتقى:
الأستاذ الدكتور: صالح مفقوده، عميد كلية الآداب واللغات.
اللجنة العلمية للملتقى:
رئيس اللجنة:
أ. د. صلاح الدين ملاوي جامعة محمد خيضر، بسكرة
اللجنة التنظيمية:
رئيس اللجنة:
د. لعلـــــــــــى سعـــــــــــــادة
ملحوظة: تتكون كل لجنة من مجموعة من الأساتذة.

تفاصيل الرسوم (مطلوب وهام):
مواعيد مهمة:
• الملخصات: 13 جويلية 2017.
• آخر أجل لاستلام المداخلات المقبولة ملخصاتها: 05 سبتمبر2017.
• الإشعار النهائي بقبول المداخلات: 26 أكتوبر2017.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).