التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لماذا نشاهد أفلام الرعب؟

إسلام السقا

موقع ميدان

دخُل ماريون كرين حمّام فندقها الصغير بنيّةِ الاستحمام، تُغلق الستائر الشفافة وتحاول الاسترخاء، المياه المنصبّة عليها تطهِّر جسدها دون أن تدري أنه الاغتسال الأخير. شبحُ شخصٍ يقف وراءَ الستائرِ يقترب ببطء، يفتح الحاجز الواهي بينه وبينها، ويصب بيده على جسد المسكينة ماريون سكاكين حادة تمزقها دون أن تملك سوى الصراخ.
تختلط المياه بدمائها المتدفقة، تحاول يائسة الوصول إلى الستائر لكنها تخذلها فتتمزق وتلقي بجسدها على الأرض، وجهها ملاصق لبلاط الحمّام حيث فارقت الحياة وفرّ قاتلها بهدوء وخسة كما دخل بالضبط. كان هذا مشهد الاستحمام الشهير من فيلم سايكو(1)، 1960، للمخرج الذي لم ينل لقب مايسترو التشويق دون سبب وجيه: ألفريد هيتشكوك.
لطالما اعتبر هذا الفيلم علامة فارقة في تاريخ أفلام الرعب، فرغم أن هيتشكوك نفسه كان قد صرّح بأنه أنجز هذا الفيلم من أجل مشهد الاستحمام فقط. وكانت الممثلة الأميركية جانيت ليه قد صرّحت(2) بأنها عانت لسنوات بعد تصوير الفيلم في كل مرة تقرر فيها الاستحمام.. لكنّه نجح في خلقِ حالة جديدة ما زال الباحثون يعيدون قراءتها من منظور مختلف حتى يومنا هذا.
نجح سايكو في نقل الرعب من الشارع المجاور إلى عتبة المنزل، وللمرة الأولى يشعر المتفرجون بخطر حقيقي يداهمهم في آخر الأماكن توقّعاً، ومع ذلك فإنهم مستمرون في إبداء إعجابهم بهذا الفيلم وذلك المشهد وينسبون إليه الفضل في تقدّم أفلام الرعب خطوة إلى الأمام، تلك الأفلام التي، ظاهريًا على الأقل، لا تفعل أي شيء سوى زرع الرعب في قلوب المشاهدين.

"كلّنا مرضى نفسيون"
(ستيفن كينغ) 
إذا بدأنا من عند الفيلسوف اليوناني أرسطو، الذي لم يستطع اللحاق بعصر السينما بالطبع، لكنه وصف(3) استمتاع الناس بقصص الرعب والمسرحيات التي تحتوي أحداث عنيفة دراميا على أنّه جزءٌ من حاجتهم للتنفيس عن مشاعرهم السلبيّة، فإنه لن يكون الوحيد الذي يحمل هذا الرأي.
يرى الروائي الأميركي المتخصص بأدب الرعب، ستيفن كينج(4)، أن أفلام الرعب تعمل على "نزع فتيل" المشاعر السلبية والعدوانية لدى البشر في نطاق مخصص يساعد على حفظ التوازن النفسي المجتمعي. "كلنا لدينا مخاوف ونزعات انتحاريّة ورغبات جنسيّة، أفلام الرعب تحقق شيئا من هذه الرغبات وبالتالي تقلل من قدرتها الفيزيائيّة على التحقق"، يقول كينغ صاحب أكبر عدد من روايات الرعب التي تم تحويلها لأفلام سينمائيّة عالميّة.
يبدو هذا تفسيرا محدودا بقصص الرعب ولا يشمل الأفلام، خصوصا مع الدراسات الحديثة التي تثبت أن مشاهدة أفلام العنف تزيد من نسبة المشاعر العدوانية(5). إننا عندما نتحدث عن "العدوانية" فإننا نفرّق بينها وبين "المخاوف" الكامنة داخل الإنسان، فنظريّة الدكتور دولف زيلمان المُعنونة بـ"نقل الإثارة"(6) تقدّم ادعائها بأن مشاهدة أفلام الرعب تقلل من مخاوف الإنسان خصوصا عندما ينجو الضحيّة في نهاية الفيلم.
على الرغم من أهميّة ما يعطينا إياه التفلسف وكتابة الأدب في هذا المجال ولكن يلزمنا التوجه إلى علم النفس الذي يستطيع تقديم إجابات منطقـيّة لهذا التساؤل المشروع. لاحظ الأستاذ في علم النفس، مارفين زوكرمان، ميل الأفراد لنيل الشعور بالإثارة من خلال عوامل صناعيّة تحاكي مخاوف الإنسان مثل الأفعوانيات الخطيرة في مدن الملاهي الكبرى وهو ما أسّس عليه نظريته(7) (Sensation-Seeking).

يعزو زوكرمان سبب "شيوع أفلام العنف" في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت مضى إلى "التعوّد"(8)، فيقول "يمكن ملاحظة الأمر عند هواة القفز بالمظلات الذين صاروا يسعون لإثارة أكبر من تلك التي يحوزون عليها جرّاء قفزهم من داخل طائرة، فباتوا يقفزون من أماكن أكثر قربا للأرض مثل ناطحات سحاب أو سفوح الجبال، والسبب في ذلك هو سعيهم للحصول على إثارة أكبر وأكبر من خلال تقليل الزمن المتاح لهم من أجل فتح المظلة التي إن لم يفتحها في الوقت المناسب فمن الأرجح أنه سوف يموت".
يمكن استخدام ذلك بالقياس على حالة أفلام الرعب التي صارت أكثر تنوعا وعنفا وتعتمد على تعذيب الضحية تماما كما في سلسلة أفلام سو (Saw)، فالشيء الذي أُعتبر مخيفا فيما مضى صار عاديا اليوم، ولذلك يسعى الجمهور للتطرّف في خياراته من أجل تحقيق معدّل إثارة أعلى توفرها له تلك الأفلام التي تتجاوز حدود ما هو متعارف عليه، والهدف هو "كسر الملل" على حد تعبير زوكرمان، وتخطّي بؤرة التعوّد وهكذا يستمر السقف بالعلو يوما بعد آخر.
إن كانت هذه النظرية تجيب عن "الوفرة" في أفلام الرعب فإنها أيضا تمنحنا إجابة منطقيّة لاستمرار تلك الأفلام بالصدور حتى الآن، ولكنها بالتأكيد لا تجيب عن سؤالنا الرئيسي "لماذا نُشاهد أفلام الرعب؟"، أو بالأحرى علينا إعادة صياغة السؤال بالطريقة الصحيحة: لماذا نسعى لتوليد مشاعر الخوف عبر الخيال؟
إن واحدا من الأجوبة الأوليّة يكمُن في ما يُشبه التعلّق بألعاب الفيديو، فمشاهدة فيلم مرعب تتيح لنا اختبار تهديدٍ ما دون أن يصيبنا منه مكروه حقيقي وملموس. وكما نملك في ألعاب الفيديو الفرصة المستمرة، فإن أفلام الرعب تخوّلنا لخوض مواجهة مستمرة مع مخاوفنا دون عناء البحث عن طريق عودةٍ آمن، أي المشاهدة وفق شروط بيئية "سليمة نسبياً"(9).

نمط المشاهدة
في قاعة السينما المظلمة، وأنت جالس أمام شاشة عملاقة وبجوارك فتاة تنوون مشاهدة فيلم رعب صدر حديثا، فكِّر قليلا في طريقة تعاطيك مع أحداث الفيلم، فبحسب إحدى النظريات تجد الإناث متعة أقل أثناء مشاهدة فيلم رعب بينما شريكها يتأثر بالمشاهد المفزعة بشكل واضح(10)، بينما يحدث العكس إن شعرت الفتاة بالخوف؛ حيث تدلل نفس النظريّة بأن الفتاة الخائفة بجوارك تكون أكثر جاذبيّة من تلك الفاقدة لأي تأثّر عصبي بارز.
بالحديث عن تأثّر الذكور بأفلام الرعب؛ كم مرّة شعرت بأنك تستمتع بمصير الضحايا في تلك الأفلام؟ رغم ما يبدو عليه الأمر هنا، لكنه ليس ذي علاقة بدرجة شعورك بالخوف. فالأشخاص الذين ظهرت عليهم آثار تفاعل سلبية قويّة أثناء مشاهدة أفلام الرعب "كانوا أكثر الناس تعبيراً عن حبهم لتلك الأفلام". فبحسب نظريّة التصرّف العاطفي(11) فإن بعض المشاهدين يميلون للاعتقاد بأن الضحايا في أفلام الرعب استحقوا مصيرهم الأسود والسبب يعود لأفعالهم اللاأخلاقية باعتبارهم قد فعلوها مسبقا.
يظهر هذا التناقض بشكل واضح في الميل لأفلام القتلة السفاحون، مثل فيلم مجزرة منشار تكساس ، حيث وجدت دراسة(12) أجرتها ماري أوليفر في عام  1993 على 96 طالبا وطالبة جامعيّين أن الذكور "الذين يحملون أفكارا تقليدية عن الحياة الجنسيّة للأنثى" كانوا أكثر استمتاعا من غيرهم في مشاهدة أفلام الرعب، خصوصا تلك التي تحتوي على مشاهد عنف يتخللها ملامح جنسية وعري.
فبينما كان مقتل الذكور في تلك الأفلام "يظهر بشكل سريع وعنيف فإن قتل الإناث كان بطيئا ومحملا بمشاهد جنسية". ويقول أندرو والش، الذي أجرى دراسة عام 2009 عن 50 فيلما لقتلة سفاحين، أن تكرار مشاهدة النساء وهن في حالات خطر طويل زمنيا -مقارنة مع الضحايا الذكور- يعزز "الآراء التقليدية الجنسانية تجاه المرأة باعتبارها عاجزة، ونتيجة لذلك قد تكون النتيجة هي تطبيع العدوان -أو المواقف العدائيّة- تجاه النساء".
كل هذا يتوافق مع أحد الآراء التي تعتبر أن حُبّ أفلام الرعب مرتبط بالأساس بالمرحلة العمريّة للمتفرج(13)، يبدأ هذا الحب في مرحلة المراهقة ويتلاشى تدريجيا مع التقدّم بالعمر، أي أنها طقس خاص يوفر للشباب فرصة قويّة "لممارسة أدوارهم الجنسانيّة التقليدية" كما ذُكر أعلاه.
من هم أجدادك؟ ومما كانوا يخافون؟
عند حديثنا عن أفلام الرعب فإننا نتحدث بديهيا عن "مخاوفنا"، الأمور التي تسبب لنا حالة من الذعر غير المفهوم في كثير من الأحيان؛ إذ نجد أنفسنا مضطرين للتعامل معها، وقد نحتاج في حالات معيّنة إلى مساعدة آخرين للتهدئة من روعنا.ولتحديد ما هي مخاوفنا حقا، علينا الإجابة عن التساؤل التالي: ما الذي يبدو مخيفا أكثر بالنسبة إليك، أفعى في مرحاضك أم سيارة فاخرة في مرآبك؟ فكّر قليلاً قبل الإجابة. الإحصائيات تقول إنّ معدلات الوفيات التي تسببها السيارات في العالم اليوم أكثر من تلك التي تسببها الأفاعي. فلماذا تخشى الأفعى أكثر مِن سيارتك؟
يتعلّق هذا بالنسبة لعدد من الباحثين بجينات المرء والطبيعة التي ينشأ فيها أو ما يمكن أحيانا تسميته بالفطرة، أي ما يرثه البشر جينيا من عادات من سبقوهم فتصبح جزءا من تكوينهم الطبيعي؛ إذ يقول كاتب العلوم ديفيد كوامن(14) إن "أول أشكال الوعي البشري التي دلّت عليها الآثار الأُحفوريّة كانت هواجس الإنسان القديم بأن يجد نفسه وقد تحوّل إلى وجبة طعام لغيره من الكائنات المحيطة به والتي تعتمد على افتراس الآخرين للاستمرار في حياتها. كل هذا جعل منه كائنا خائفا وحذرا". 
قد لا تولّد أفلام الرعب نتائج مشابهة للتعرّض للافتراس والمطاردة من قبل دب في غابة مثلا ولكنها تحفّز تفاعلا يحاكيها، ففي مسح أجراه توماس(15) ستراب عام  2010، ظهر أنّ أفلام الرعب تعمل على تحفيز مناطق معيّنة في الدماغ لها علاقة بالمشاهدة والتحليل مثل القشرة البصرية والمهاد؛ بحيث يقود هذا التحليل إلى ما يصفه الطبيب النفسي الأميركي غلين والتز، بأنه شدّ أعصاب متعمّد تسببه ثلاثة عوامل رئيسية: التوتر الذي يرافق الغموض، ارتباط المُشاهد بما يجري أمامه، وأخيرا إدراكه لأن كل ما يجري ليس حقيقيا.
في دراسة أنجزها نوبو ماساتاكا، المختص بعلم الأعصاب وعلم الحيوان(16)، وجدَ أن الأطفال في عمر الثالثة كانوا أسرع في الاستجابة لصور الثعابين على شاشة الحاسوب من صور الزهور، وهذا لا يعني التسبب بالرعب ولكن الاستجابة العصبيّة لخطر الموت التهاما كانت أكثر من غيرها "والمسؤول عن ذلك هو اللوزة اليمنى في الدماغ" كما تقول دراسة نشرت عام 2011 لعالم الأعصاب الأميركي كريستوف كوتش(17)، فهي التي تحدد الاستجابات السلوكية المرتبطة بالخوف والقلق، وذلك عندما قام بتجربة مشابهة لتجربة ماساتاكا، ولكنه قام بعرض صور حيوانات مختلفة مقابل صور أشياء متعددة ومن ضمنها السيارات.
أكثر مخاوفنا اعتيادية
في جلسات ليلية اختبر معظمنا حديثا عن الجان وأفعالهم، يؤكد الرواة دوما أنهم سمعوهم يدقون الطبول في المطبخ بعد منتصف ليلة حالكة الظلام، يصدّقهم البعض ويرى آخرون أنها مجرد مزحة ثقيلة، فكيف استفادت السينما من إيمان الناس بوجود الجن؟
اعتمدت "أفلام الرعب على تحويل ما هو بديهي إلى مصدر خوف"(18)، مثلا تستقي من فكرة الملائكة والشياطين لاختراع مفهوم "الأشباح" التي تستطيع مراقبتك ومطاردتك بل وأذيتك، لكن لماذا الذهاب بعيداً؟ فالجسد البشري نفسه حولته السينما إلى مادة للرعب المفرط في الإيذاء مثل الزومبي (الموتى الأحياء) أو مصاصي الدماء، وأحيانا، تقوم الأفلام بتحويل واحد من أكثر المصادر بهجة إلى العكس من ذلك تماما، كتصوير مهرّج من وظيفته نشر السعادة إلى مصدر رعب حقيقي، أو دميّة تُسعد الأطفال إلى قاتل يتغذّى عليهم، وهذا الأمر المخيف يجري عرضه دوما من خلال شخصيات تمارس المجازر بحق الآخرين من وراء قناع ترتديه(19) مثل شخصيّة دكتور هانيبال الشهيرة والتي تم تقديمها بأكثر من رؤية.
يميل الأفراد، بحسب دراسة(20)، إلى اتخاذ "مواقف عنصريّة تجاه الأشخاص الذين يحملون إمكانية إصابتهم بعدوى ما". مرّة أخرى تتغذى السينما على أكثر مخاوفنا اعتياديّة، وهو بالضبط ما تسعى إليه أفلام مصاصي الدماء الذين لا يهدفون لشيء سوى إصابة الآخرين بعدوى تحوّلهم إلى كائنات تشبههم في الوظيفة والهدف.
في مسلسل "الموتى الأحياء" نكتشف بعد عدد من الحلقات أن الخوف الحقيقي الذي ينتابنا لا ينبع من الزومبي أنفسهم بل من البشر الذين يقاتلونهم، نعرف أن الخيانة والغدر والمكيدة تأتي من البشر، وأن خطرهم أصبح أكثر تأثيرا من خطر الزومبي، وهو ما يفسر نجاح المسلسل ربما، فالتعامل مع البشر يتخلله تعقيد أخلاقي مع كل قرار للقتل، بينما الطريقة المثلى للتعامل مع الزومبي تكون بوضع رصاصة في رأسه، فالزومبي الجيّد هو الزومبي الميّت ولا "تعقيد أخلاقي" تجاه هذا الفعل معهم.
حلّ فيلم  طارد الأرواح الشريرة 1973 ذائع الصيت، في المرتبة الأولى في نتائج بحث(21) أجراه هانس ديفيس عام 2004 قام فيه باختيار 184 طالبا جامعيا وعرض عليهم 40 فيلم رعب من فئات مختلفة وطلب منهم ترتيبها حسب الأفضليّة. كان هذا الفيلم ذاته الثالث في ترتيب أكثر أفلام الرعب نجاحا على شباك التذاكر(22). يقول ستيوارت فيشوف، الباحث من جامعة كالفورنيا، "لا يهم كم نعتقد أننا أصبحنا أذكياء وأكثر حذرا، تبقى أفلام الوحوش تعتمد على أكثر مخاوفنا اعتيادية" أي الموت التهاما.
على الرغم من كل ما سبق فإن مشاهدة أفلام الرعب ليست مُضرة في كل الأوقات. دراسة جديدة(23) تقول إن مشاهدة تلك الأفلام قد يكون جيدا من أجل صحتك. يتعلّق الأمر بكميّة السعرات الحرارية التي تفقدها خلال مشاهدة هذا النوع من الأفلام تحديدا. وتقول الدراسة إن "مشاهدة فيلم رعب يعادل فقدان السعرات الحرارية التي يسببها لوح صغير من الشوكلاتة".
فهل يبدو الآن مشروع مشاهدة كافة أفلام الرعب التي صُنعت منذ نشأة السينما أفضل من الذهاب إلى النادي الرياضي؟
  16Snake

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).